فصل: الآيات (153- 154)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 2‏)‏‏:‏ قوله تعالى‏:‏ فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن السري بن عبد الله أنه كان في الطائف، فاصابهم مطر، فخطب الناس فقال‏:‏ يا أيها الناس احمدوا الله على ما وضع لكم من رزقه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏"‏إذا أنعم الله عز وجل على عبده بنعمة فحمده عندها فقد أدى شكرها‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والخرائطي كلاهما في كتاب الشكر عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏من رأى صاحب بلاء فقال‏:‏ الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك وعلى جميع خلقه تفضيلا فقد أدى شكر النعمة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن كعب قال‏:‏ ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة في الدنيا فشكرها لله عز وجل وتواضع بها لله إلا أعطاه نفعها في الدنيا ورفع له بها درجة في الآخرة، وما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فلم يشكرها لله عز وجل ولم يتواضع بها لله إلا منعه الله عز وجل نفعها في الدنيا وفتح له طبقا من النار، فعذبه إن شاء أو تجاوز عنه‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ ما من عبد يشرب من ماء القراح فيدخل بغير أذى ويجري بغير أذى إلا وجب عليه الشكر‏.‏

وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن أبي الدنيا والحاكم وصححه عن أبي بكرة ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه أمر يسره خر ساجدا لله عز وجل شكرا لله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن عوف ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ إني لقيت جبريل عليه السلام فبشرني، وقال‏:‏ إن الله يقول لك‏:‏ من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكرا‏"‏‏.‏

وأخرج الخرائطي في الشكر عن جابر ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى صاحب بلاء خر ساجدا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والخرائطي في الشكر عن شداد بن أوس‏"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إذا كنز الناس الذهب والفضة فأكثروا هؤلاء الكلمات‏:‏ اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب‏"‏‏.‏

وأخرج الخرائطي عن جابر بن عبد الله‏"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ أفضل الذكر لا إلا إله إلا الله، وأفضل الشكر الحمد لله‏"‏‏.‏

وأخرج الخرائطي والبيهقي في الدعوات عن منصور بن صفية قال‏:‏ مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول‏:‏ الحمد لله الذي هداني للإسلام وجعلني من أمة محمد‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏لقد شكرت عظيما‏"‏‏.‏

وأخرج الخرائطي عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ يا هؤلاء احفظوا اثنتين، شكر النعمة وإخلاص الإيمان‏.‏

وأخرج الخرائطي عن أبي عمر الشيباني قال‏:‏ قال موسى عليه السلام يوم الطور‏:‏ يا رب إن أنا صليت فمن قبلك، وإن أنا تصدقت فمن قبلك، وإن أنا بلغت رسالاتك فمن قبلك، فكيف أشكرك‏؟‏ قال‏:‏ يا موسى الآن شكرتني‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والخرائطي والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن قرط الأزدي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إنما تثبت النعمة بشكر المنعم عليه للمنعم‏.‏

وأخرج الخرائطي عن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب قال‏:‏ أشكر المنعم عليك، فإنه لا نفاد للنعم إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت، والشكر زيادة في النعم، وأمان من الغير‏.‏

وأخرج الخرائطي عن خالد الربعي قال‏:‏ كان يقال‏:‏ إن من أجدر الأعمال أن تعجل عقوبته‏:‏ الأمانة تخان، والرحم يقطع، والإحسان يكفر‏.‏

وأخرج الخرائطي عن كعب الأحبار قال‏:‏ شر الحديث التجديف قال أبو عبيد‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ التجديف هو الكفر بالنعم، وقال الأموي‏:‏ هو استقلال ما أعطاه الله عز وجل‏.‏

 قوله تعالى‏:‏ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين

أخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ غشي على عبد الرحمن بن عوف في وجعه غشية ظنوا أنه قد فاضت به نفسه فيها حتى قاموا من عنده وجللوه ثوبا، وخرجت أم كلثوم بنت عقبة امرأته إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة، فلبثوا ساعة وهو في غشيته ثم أفاق‏.‏

قوله تعالى‏:‏ ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون

أخرج ابن منده في المعرفة من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال‏:‏ قتل تميم بن الحمام ببدر وفيه وفي غيره نزلت ‏{‏ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن حبير في قوله ‏{‏لمن يقتل في سبيل الله‏}‏ قال‏:‏ في طاعة الله، في قتال المشركين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي العالية في قوله ‏{‏ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء‏}‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ هم أحياء في صور طير خضر، يطيرون في الجنة حيث شاؤوا، ويأكلون من حيث شاؤوا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير عن عكرمة في قوله تعالى ‏{‏ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ أرواح الشهداء طير بيض فقاقيع في الجنة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في البعث والنشور عن كعب قال‏:‏ جنة المأوى فيها طير خضر ترتقي فيها أرواح الشهداء في أجواف طير خضر، وأولاد المؤمنين الذين لم يبلغوا الحنث عصافير من عصافير الجنة ترعى وتسرح‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن معمرعن قتادة قال ‏"‏بلغنا أن أرواح الشهداء في صور طير بيض تأكل من ثمار الجنة، وقال الكلبي عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ في صورة طير بيض تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون‏}‏ قال‏:‏ ذكر لنا أن أرواح الشهداء تعارف في طير بيض تأكل من ثمار الجنة، وإن مساكنهم السدرة، وأن الله أعطى المجاهد ثلاث خصال من الخير‏.‏ من قتل في سبيل الله حيا مرزوقا، ومن غلب آتاه الله أجره عظيما، ومن مات رزقه الله رزقا حسنا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏بل أحياء‏}‏ قال‏:‏ كان يقول‏:‏ من ثمر الجنة، ويجدون ريحها وليسوا فيها‏.‏

وأخرج مالك وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن كعب بن مالك ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق ‏(‏تعلق من ثمر الجنة‏:‏ ترعى من أعلاه‏)‏ من ثمر الجنة أو شجر الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن كعب بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أرواح الشهداء في صور طير خضر معلقة في قناديل الجنة حتى يرجعها الله يوم القيامة‏"‏‏.‏

وأخرج النسائي والحاكم وصححه عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله له‏:‏ يا ابن آدم كيف وجدك منزلك‏؟‏ فيقول‏:‏ أي رب خير منزل‏.‏ فيقول‏:‏ سل وتمن‏.‏ فيقول‏:‏ وما أسألك وأتمنى، أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيل الله عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة ‏"‏‏.‏

 قوله تعالى‏:‏ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله ‏{‏ولنبلونكم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ أخبر الله المؤمنين أن الدنيا دار بلاء، وأنه مبتليهم فيها وأمرهم بالصبر، وبشرهم فقال ‏{‏وبشر الصابرين‏}‏‏.‏ وأخبر أن المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب الله له ثلاث خصال من الخير‏:‏ الصلاة من الله، والرحمة، وتحقيق سبل الهدى‏.‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته، وأحسن عقباه، وجعل له خلفا صالحا يرضاه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء في قوله ‏{‏ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع‏}‏ قال‏:‏ هم أصحاب محمد عليه السلام‏.‏

وأخرج سفيان بن عينية وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن جويبر قال‏:‏ كتب رجل إلى الضحاك يسأله عن هذه الآية ‏{‏إنا لله وإنا إليه راجعون‏}‏ أخاصة هي أم عامة‏؟‏ فقال‏:‏ هي لمن أخذ بالتقوى، وأدى الفرائض‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ‏{‏لنبلونكم‏}‏ قال‏:‏ ولنبتليكم يعني المؤمنين ‏{‏وبشر الصابرين‏}‏ قال‏:‏ على أمر الله في المصائب، يعني بشرهم بالجنة ‏{‏أولئك عليهم‏}‏ يعني على من صبر على أمر الله عند المصيبة ‏{‏صلوات‏}‏ يعني مغفرة ‏{‏من ربهم ورحمة‏}‏ يعني رحمة لهم وأمنة من العذاب ‏{‏وأولئك هم المهتدون‏}‏ يعني من المهتدين بالاسترجاع عند المصيبة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن رجاء بن حيوة في قوله‏:‏ ونقص من الثمرات‏.‏ قال‏:‏ يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة فيه إلا تمرة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق رجاء بن حيوة عن كعب‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم، أن يقولوا عند المصيبة ‏{‏إنا لله وإنا إليه راجعون‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير قال‏:‏ لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئا لم تعطه الأنبياء من قبلهم، ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول‏:‏ يا أسفي على يوسف ‏{‏إنا لله وإنا إليه راجعون‏}‏ لفظ البيهقي قال‏:‏ لم يعط أحد من الأمم الاسترجاع غير هذه الأمة، أما سمعت قول يعقوب‏؟‏‏:‏ يا أسفي على يوسف‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ‏{‏الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون‏}‏ قال‏:‏ من استطاع أن يستوجب لله في مصيبته ثلاثا الصلاة والرحمة والهدى فليفعل ولا قوة إلا بالله، فإنه من استوجب على الله حقا بحق أحقه الله له، ووجد الله وفيا‏.‏

وأخرج وكيع وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب العزاء وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ نعم العدلان ونعم العلاوة ‏{‏الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة‏}‏ نعم العدلان ‏{‏وأولئك هم المهتدون‏}‏ نعم العلاوة‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله ابن عمرو قال‏:‏ أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة‏:‏ من كان عصمة أمره لا إله إلا الله، وإذا أصابته مصيبة قال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا أعطي شيئا قال‏:‏ الحمد لله، وإذا أذنب ذنبا قال‏:‏ استغفر الله‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن علي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلثمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن يونس بن يزيد قال‏:‏ سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن ما منتهى الصبر‏؟‏ قال‏:‏ يكون يوم تصبيه المصيبة مثله قبل أن تصيبه‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الاعتبار عن عمر بن عبد العزيز‏.‏ أن سليمان بن عبد الملك قال له عند موت ابنه‏:‏ أيصبر المؤمن حتى لا يجد لمصيبته ألما‏؟‏ قال‏:‏ يا أمير المؤمنين لا يستوي عندك ما تحب وما تكره، ولكن الصبر معول المؤمن‏.‏

وأخرج أحمد وابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ما من مسلم يصلب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها، فيحدث لذلك استرجاعا إلا جدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور والعقيلي في الضعفاء من حديث عائشة‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ما من نعمة وإن تقادم عهدها فيجدد لها العبد الحمد إلا جدد الله له ثوابها، وما من مصيبة وإن تقادم عهدها فيجدد لها العبد الاسترجاع إلا جدد الله له ثوابها وأجرها‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن سعيد بن المسيب رفعه‏"‏من استرجع بعد أربعين سنة أعطاه الله ثواب مصيبته يوم أصيبها‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن كعب قال‏:‏ ما من رجل تصيبه مصيبة فيذكرها بعد أربعين سنة فيسترجع إلا أجرى الله له أجرها تلك الساعة، كما أنه لو استرجع يوم أصيب‏.‏

وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن أم سلمة قالت‏:‏ أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا سررت به قال ‏"‏لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته، ثم يقول‏:‏ اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا فعل ذلك به‏.‏ قالت‏:‏ أم سلمة‏:‏ فحفظت ذلك منه، فلما توفي أبو سلمة استرجعت، فقلت‏:‏ اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها، ثم رجعت إلى نفسي وقلت من أين لي خير من أبي سلمة‏؟‏ فأبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم عن أم سلمة قالت‏"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها‏.‏ قالت‏:‏ فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيرا منه، رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي موسى قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته‏:‏ قبضتم ولد عبدي‏؟‏ فيقولون‏:‏ نعم‏.‏ فيقول‏:‏ قبضتم ثمرة فؤاده‏؟‏ فيقولون‏:‏ نعم‏.‏ فيقول‏:‏ ماذا قال عبدي‏؟‏ فيقولون‏:‏ حمدك واسترجع، فيقول الله، ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏إن للموت فزعا، فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا إلى ربنا لمنقلبون‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن أبي بكر بن أبي مريم سمعت أشياخا يقولون‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏إن أهل المصيبة لتنزل بهم فيجزعون وتسور عنهم فيمر بها مار من الناس، فيقول‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون، فيكون فيها أعظم أجرا من أهلها‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن أبي أمامة قال ‏"‏انقطع قبال ‏(‏قبال‏:‏ زمام النعل‏)‏ النبي صلى الله عليه وسلم فاسترجع فقالوا‏:‏ مصيبة يا رسول الله‏؟‏ فقال‏:‏ ما أصاب المؤمن مما يكره فهو مصيبة‏"‏‏.‏

وأخرج البزار بسند ضعيف والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏إذا انقطع شسع ‏(‏زمام النعل بين الأصبع الوسطى والتي تليها‏)‏ أحدكم فليسترجع لأنها من المصائب‏"‏‏.‏

وأخرج البزار بسند ضعيف عن شداد بن أوس مرفوعا‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن شهر بن حوشب رفعه قال ‏"‏من انقطع شسعه فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون، فإنها مصيبة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن عوف بن عبد الله قال‏:‏ من انقطع شسعه فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون، فإنها مصيبة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن عوف بن عبد الله قال‏:‏ كان ابن مسعود يمشي فانقطع شسعه فاسترجع فقيل‏:‏ يسترجع على مثل هذا‏؟‏ قال‏:‏ مصيبة‏.‏

وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وهناد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن الخطاب‏.‏ أنه انقطع شسعه فقال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏ فقيل له‏:‏ مالك‏؟‏‏!‏ فقال‏:‏ انقطع شسعي فسائني، وما ساءك فهو لك مصيبة‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في الأمل والديلمي عن أنس ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا اتخذ قبالا من حديد فقال‏:‏ أما أنت أطلت الأمل، إن أحدكم إذا انقطع شسعه فقال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون كان عليه من ربه الصلاة والهدى والرحمة، وذلك خير له من الدنيا‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في العزاء عن عكرمة قال ‏"‏طفئ سراج النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏ فقيل‏:‏ يا رسول الله أ مصيبة هي‏؟‏ قال‏:‏ نعم، وكل ما يؤذي المؤمن فهو مصيبة له وأجر‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد العزيز بن أبي رواد قال ‏"‏بلغني أن المصباح طفئ فاسترجع النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ كل ما ساءك مصيبة‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وسمويه في فوائده عن أبي أمامة قال ‏"‏خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقطع شسع النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏ فقال له رجل‏:‏ هذا الشسع‏؟‏‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنها مصيبة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي إدريس الخولاني قال ‏"‏بينا النبي صلى الله عليه وسلم يمشي هو وأصحابه إذ انقطع شسعه فقال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏ قال‏:‏ ومصيبة هي‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ نعم، كل شيء ساء المؤمن فهو مصيبة‏"‏‏.‏

وأخرج الديلمي عن عائشة قالت‏"‏أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لدغته شوكة في إبهامه، فجعل يسترجع منها ويمسحها، فلما سمعت استرجاعه دنوت منه فنظرت‏!‏، فإذا أثر حقير فضحكت‏!‏، فقلت‏:‏ يا رسول الله بأبي أنت وأمي أكل هذا الاسترجاع من أجل هذه الشوكة‏؟‏‏!‏ فتبسم ثم ضرب على منكبي فقال‏:‏ يا عائشة إن الله عز وجل إذا أراد أن يجعل الصغير كبيرا جعله، وإذا أراد أن يجعل الكبير صغيرا جعله‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال‏:‏ إذا فاتتك صلاة في جماعة فاسترجع، فإنها مصيبة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سواد بن داود‏.‏ أن سعيد بن المسيب جاء وقد فاتته الصلاة في الجماعة، فاسترجع حتى سمع صوته خارجا من المسجد‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد عن الحسن قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏الصبر عند الصدمة الأولى، والعبرة لا يملكها ابن آدم صبابة المرء إلى أخيه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن سعد عن خيثمة قال‏:‏ لما جاء عبد الله بن مسعود نعي أخيه عتبة دمعت عيناه فقال‏:‏ إن هذه رحمة جعلها الله لا يملكها ابن آدم‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أنس ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تبكي على صبي لها فقال لها‏:‏ اتقي الله واصبري‏.‏ فقالت‏:‏ وما تبالي أنت مصيبتي‏؟‏ فلما ذهب قيل له‏:‏ إنه رسول الله، فأخذها مثل الموت، فأتت بابه فلم تجد عليه بوابين فقالت‏:‏ لم أعرفك يا رسول الله‏!‏ فقال‏:‏ إنما الصبر عند أول صدمة‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أيما مسلمين مضى لهما ثلاثة من أولادهما لم يبلغوا حنثا كانوا لهما حصنا حصينا من النار‏.‏ قال‏:‏ أبو ذر مضى لي اثنان‏.‏ قال‏:‏ واثنان‏.‏ قال أبو المنذر سيد القراء‏:‏ مضى لي واحد يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ وواحد وذلك في الصدمة الأولى‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن كريب بن حسان قال‏:‏ توفي رجل منا فوجد به أبوه أشد الوجد، فقال له رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له حوشب‏:‏ ألا أحدثكم بمثلها شهدتها من النبي صلى الله عليه وسلم، كان رجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له توفي، فوجد به أبوه أشد الوجد‏.‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏ما فعل فلان‏؟‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله توفي ابنه الذي كان يختلف معه إليك‏.‏ فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا فلان أيسرك إن ابنك عندك كأجرى الغلمان جريا، يا فلان أيسرك أن ابنك عندك كأنشط الغلمان نشاطا، يا فلان أيسرك أن ابنك عندك كأجود الكهول كهلا، أو يقال لك أدخل الجنة ثواب ما أخذ منك‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن معاوية بن قرة عن أبيه قال ‏"‏كان رجل يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه بني له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم‏:‏ أتحبه‏؟‏ قال‏:‏ يا رسول الله أحبك الله كما أحبه‏.‏ ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ما فعل ابن فلان‏؟‏ قالوا‏:‏ مات‏.‏ قال‏:‏ فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة تستفتحه إلا جاء يسعى حتى يفتحه لك‏؟‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله أله وحده أم لكلنا‏؟‏ قال‏:‏ بل لكلكم‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري عن أبي هريرة ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج مالك في الموطأ والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ما يزال المؤمن يصاب في ولده وحاجته حتى يلقى الله وليست له خطيئة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والطبراني عن عقبة بن عامر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله وجبت له الجنة‏"‏‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏